للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجوز أن يكون التقدير في "يرى" يرى مصابي أي: مصيبتي، وما نزل بي المصاب، كقولك: أنت أنت ومصيبتي المصيبة، أي: ما عداه جلل وهين، فيكون "هو" فصلاً بين المضاف المقدر وبين الظاهر. انتهى. وقد بسطنا الكلام على هذا في الشاهد الرابع بعد الأربعمائة من شواهد الرضي.

والبيت من قصيدة لجرير مدح بها الحجاج بن يوسف الثقفي وهذا مطلعها:

سئمت من المواصلة العاتابا ... وأمسى الشيب قدورث الشبابا

إلى أن قال:

لقد نام الخلي وطال ليلي ... بحبك ما أبيت له انتحابا

أرى الهجران يحدث كل يوم ... لقلبي حين أهجركم عتابا

وكائن بالأباطح من صديق ... . . . . . البيت

ومسرور بأوبتنا إليه ... وآخر لا يحب لنا إيابا

دعا الحجاج مثل دعاء نوح ... فاسمع ذا المعارج فاستجابا

ولو لم يرض ربك لم ينزل ... مع النصر الملائكة الغضابا

إذا سعر الخليفة نار حرب ... رأى الحجاج أثقبها شهابا

قوله: وكائن بالأباطح إلى آخره. "كائن" بكسر الهمزة وسكون النون، لغة في "كأين" بفتحها وتشديد المثناة المكسورة، بمعنى "كم" الخبرية لإنشاء التكثير، والأباطح: جمع أبطح: وهو كل مسيل فيه دقاق الحصا، وقال ابن دريد: الأبطح والبطحاء: الرمل المنبسط على وجه الأرض، وقال أبو زيد: الأبطح: أثر المثيل ضيقاً كان أو واسعاً، والأبطح: يضاف إلى مكة وإلى منى،

<<  <  ج: ص:  >  >>