للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاختيار فيه التحريك، والتنوين نون ساكنة، فشبهوا هذه النون التي وصفنا بالتنوين.

انتهى.

والبيت من قصيدة للنجاشي الحارثي وقبله:

وماء كلون الغسل قد عاد آجنًا ... قليل به الأصوات في بلد محلِ

وجدت عليه الذئب يعوي كأنهُ ... خليع خلا من كل مال ومن أهلِ

فقلت له يا ذئب هل لك في فتىً ... يواسي بلا من عليك ولا بخلِ

فقال هداك الله للرشد إنمّا ... دعوت لما لم يأته سبع قبْلي

فلست بآتيه ولا أستطيعهُ ... ولا ك اسقني إن كان ماؤك ذا فضلِ

فقلت عليك الحوض إني تركتُه ... وفي صفوه فضل القلوص من السجلِ

فطرب يستعوى ذنابًا كثيرةً ... وعديت كل من هواه على شغلِ

وهذا المقدار أورده ابن قتيبة في كتاب "أبيات المعاني" والشريف المرتضى في "أماليه"، والشريف الحسيني في "حماسته"، وابن خلف في "شرح شواهد سيبويه"

وكان النجاشي عرض في سفر له ذئب، فدعاه إلى الطعام، وقال له: هل لك ميل في أخ يواسيك في طعامه بغير من ولا بخل، فقال له الذئب: قد دعوتني إلى شيء لم يفعله السباع قبلي من مؤاكلة بني آدم، وهذا لا يمكنني فعله، وإن كان في مائك فضل فاسقني منه، وهذا الكلام، وضعه النجاشي على لسان الذئب، وأشار بهذا إلى تعسفه بالفلوات التي لا ماء بها فيهتدي الذئب إلى مظانه فيها لاعتياده لها، والغسل بكسر المعجمة: ما يغسل به الرأس من سدر وخطمي، يريد أن ذلك الماء كان متغير اللون من طول المكث مخضرًا ومصفرًا ونحوهما، والآجن بالمد وكسر الجيم: الماء المتغير الطعم واللون. وقوله: قليل به الأصوات، يريد أنه قفر لا حيوان فيه، والبلد: الأرض والمكان، والمحل: الجدب، وهو انقطاع المطر ويبس

<<  <  ج: ص:  >  >>