وفسَّره العيني، وتبعه السّيوطي بالذي يجيبك بمثل صوتك في الجبال وغيرها.
والبيتان من قصيدة اقتصرنا منها على ما اختاره أبو تمام، وقد ذكر جماعة لهذين البيتين حكاية عجيبة، منهم الجاحظ في كتاب "المحاسن والمساوئ"، ومنهم أبو عبيد البكري في كتاب "اللآلي" في شرح "أمالي القالي"، ومنهم الأصبهاني في كتاب "الأغاني". ومنهم المعافى بن زكريا في كتاب "الجليس والأنيس"، قال البكري: ومن غريب ما اتفق في أمر هذا الصّدى ما رواه أبو عبيدة من أنِّ ليلى الأخيلية مرّت مع زوجها في بعض نُجَعهم بالموضع الذي فيه قبر توبة، فقال لها زوجها: لا بدَّ أن أعرّج بك إلى قبر توبة بن الحميّر كي تسلِّمي عليه حتَّى أرى هل يُجيبك صداه كما زعم في قوله: ولو أنَّ ليلى الأخيليَّة سَلَّمَتْ. البيتين، فقالت: وما تريد من رِمَّة وأحجار؟ قال: لا بدَّ من ذلك، فعدل بها عن الطريق إلى القبر، وذلك في يوم قائظ، فلمَّا دنت راحلتها من القبر، ورفعت صوتها بالسّلام عليه إذا بطائر قد استظلَّ بحجارة القبر من فيح الهاجرة، فطار، فنفرَّ راحلتها، فوقصت بها فماتت، فدفنت إلى جنبه، انتهى. وقال الجاحظ: وكانت قطاةٌ مستظلَّة في نقب القبر، فلمَّا سمعت الصّوت، طارت، وصاحت، فنفر البعير، ورمى بليلي، فماتت، فدفنت إلى جنب قبر توبة. وقال صاحب "الأغاني": وكانت إلى جنب القبر بومة كامنة، وزاد صاحب "كتاب الجليس" بعد قوله: فدفنت إلى جانب قبره، فنبتت على قبره شجرة، وعلى قبرها شجرة، فطالتا، فالتفتا أقول: كيف يصحّ هذا مع قول أرباب التواريخ: إنها دفنت بساوة من بلاد العجم بعد ما كبرت وعجزت، وكانت تهاجي النَّابغة الجعدي. فهرب منها إلى خراسان، فهذبت خلفه، فلمَّا رجعت، ماتت في الطريق، قال المرزباني في أخبار ليلى الأخيليَّة وأشعارها، من كتاب "أشعار النِّساء" عند اجتماعها بالحجَّاج بن يوسف: روي عن أبي عمرو الشيباني أنَّ الحجَّاج قال لها: ما حاجتك؟ قالت: حاجتي أن تحملني إلى قتيبة بن مسلم إلى خراسان على البريد، فحملها فاستظرفها قتيبة، ووصلها، ثمَّ