الصَّدَى على ستَّة أوجه، أحدها: ما يبقى من الميِّت في قبرة. والصَّدى: الذَّكر من البوم، والصَّدى: حُشْوَةُ الرَّأس، يقال لذلك الهامة والصَّدى. وتأويل ذلك عند العرب في الجاهلية: أنَّ الرَّجل كان عندهم إذا قتل، فلم يدرك به الثَّار يخرج من رأسه طائر كالبومة - وهي الهامة، والذَّكر: الصّدى - فيصيح على قبره: اسقوني اسقوني، فإن قتل قاتله، كفّ ذلك الطّائر، قال ذو الإصبع:
يا عَمْرُو إنْ تَدَعْ شَتْمي وَمَنْقّصَتي ... أضرِبْكَ حتى تقولَ الهَامَةُ اسْقُوني
والصَّدَى: ما يرجع عليك من الصَّوت إذا كُنْتَ بمُتَّسَعٍ من الأرض، أو بقرب جبل، والصَّدأ مهموز: صدأ الحديد وما أشبه ذلك، والصَّدى مصدر الصَّدى وهو العطشان. انتهى باختصار. قال الوقشي فيما كتبه على "الكامل": قوله: الصَّدى على ستَّة أوجه المهموز أحد السِّتَّة، فالمقصور إنما هو خمسة، ذكر أبو عليّ القالي في "المقصور" الصَّدى: العطش، والصَّدى: الذي يجيب الصَّوت إذا كنت في بيت خال أو جبل، والصَّدى: طائر يقال له: ذكر البوم، وإنما سمّى صدى، لأنه يأوي القبور، فسمّي بصدى الميّت وهو بدنه. وقال ابن الأنباري: الصَّدى: طائر ليس بذكر البوم تتشاءم به العرب، ويزعم بعضهم أنَّه يجتمع من عظام الميِّت، والصَّدى أيضًا: العالم بالإبل بمصلحتها، والصَّدى أيضًا الضَّعيف الجسد عن أبي عبيد، والصَّدى أيضًا: السَّمع، يقال: صمّ صداه، وأصمَّ سالله صداه وهو السَّمع والدّماغ وحشو الرَّأس عن أبي زيد، وما ذكره أبو العبَّاس من الصَّدى المهموز فغلط أن يُعد مع هذه. انتهى كلامه.
وفسَّر الدَّماميني الصَّدى هنا بطائر يخرج من رأس المقتول إذا بلي بزعم الجاهليَّة،