للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وزعم ابن غَّلاق أنها للفأفاء بن حيان بن عمرو بن كلاب، وأورد ابن قتيبة في كتاب "الشعراء" البيتين الشّاهدين فقط، وقال: ويروي: لسلمت تسليم المحبّين. وكذا أوردهما السيّد المرتضى في "أماليه" وقال: قال محمَد بن يحيى الصولي: إنِّي لأحسب أبا حيَّة النّميري قد تبع توبة بن الحميّر في قوله:

حَدِيثٌ إذَا لمْ تخْشَ عَيْنًا كأنَّه ... إذا سَاقَطَتْهُ الشَّهْدُ بَلْ هُوَ أَطيبُ

لَوَ انَّكَ تَستَشْفي بهِ بعد سكرةٍ ... من الموتِ كادَتْ سكرَةُ الموتِ تذهبُ

وأوَّلُ من سبق إلى هذا المعنى فأحسن الأعشى في قوله:

لَوْ أَسْنَدَتْ ميْتًا إلى نَحْرِهَا ... عَاشَ ولَمْ يُنْقَلْ إلى قَابِرِ

حَتَّى يَقُولَ النَّاسُ مِمَّا رَأوْا ... يَا عَجَبًا للمَيِّتِ النّاشِرِ

ومعنى النَّاشر: المنشور، يقال: أَنشر الله الميت، فنشر، وهو ناشر بمعنى منشور مثل ماء دافق، أي: مدفوق انتهى.

وليلى الأخيلية: هي بنت عبد الله بن كعب بن معاوية. ومعاوية هو الأخيل بن عبادة. وهي من أشعر النِّساء لا يُقدَّم عليها غيرُ الخنساء، وكان توبة بن الحمير يحبّها. ولمَّا قتل. رثته بمراث جيدة، قال ابن قتيبة وقوله: أَو، زقا بالزاء المعجمة والقاف.

قال صاحب "القاموس": زقا الصّدَىَ يزقو زقوًا صاح، كزقي يزقي زقيًا انتهى. والصَّدى: طائر قال ابن الأنباري في كتاب "الأضداد": كانت العرب تزعم أن عظام الميّت تجتمع، فتصير هامة، ثمَّ تطير، ويسمون الطّائر الَّذي يخرج منها الصّدى، وقيل: الصّدى ذكر البوم، قال توبة بن الحميِّر:

وَلَوْ أَنَّ لَيْلى الأَخْيلِيَّةَ ... البيتين. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>