للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأُغْبَطُ مِنْ ليلى بما لا أنالُهُ ... ألا كُلُّ ما قَرَّتُ بِهِ العينُ صالحُ

قال شارح "الحماسة" أمين الدين الطبرسي: الصفائح: الحجارة العراض تكون على القبور يقول: لو سلّمت عليّ وأنا ميت، وحال بيني وبينها صفائح القبر تسرّعت إلى جوابها مع بشاشة وطلاقة وجه، أو صاح لها صدى لي من داخل قبري بدل الجواب منّي، وهذا على اعتقادهم أنَّ عظام الموتى تصير أصداء وهامًا.

وقوله: وأغبط من ليلى .. إلخ، يقول: إني محسود منذ عرفت ليلى، وإن لم أنل منها مطلوبًا، ثمّ قال: ألا كل ما قرَّت به العين صالح، يريد: أني قرير العين بأن أذكر بها، وهذا القدر نافع، وإن تجرَّد عمَّا سواه. انتهى. وكذا أوردها ثلاثة أبيات القالي في "أماليه" عن ابن دريد، وقال أنشدنا ابن دريد: قال: أنشدنا الأشنانداني، عن التَّوَّزيِّ لطهمان بن عمرو من بني أبي بكر بن كلاب:

وَلَوْ أَنَّ لَيْلى الحارِثيَّةَ سَلَّمَتْ ... عَلَيَّ مُسَجَّى في الثِّيَابِ أسُوقٌ

حَنُوطي وَأَكْفاني لَدَيَّ مُعَدَّة ... وَلِلنَّفْسِ مِنْ قُرْبِ الوَفَاة شَهيقُ

إذًا لحَسِبْتُ الموْتَ يَتْرُكُني لهَا ... وَيفْرَجُ عَنِّي غَمُّهُ فَأُفيقُ

انتهى.

وأورد السكري هذه الأبيات الثلاثة في ضمن قصيدة طويلة لطهمان المذكور

<<  <  ج: ص:  >  >>