فمات، فدخل الثاني فأصابه ما أصاب الأول، حق توافى السبعة في البئر، فقالت أختهم ترثيهم:
اخوتي من صقعة همّدّوا ... فقضّوا حتى إنَّقّضّى الأمدَ
كحل عيسى بعد فقدكم ... إخوتي التَّهتإنَّ والسهد
إخوتي لا تبعدوا أبدًا ...
وذكرها. قلت إنَّا: وعمر بن شبّة يروي هذه إلاَّبيات لفاطمة بنت الاَّحجم الحزاعية في إخوتها. انتهى. وقال أيضًا عند ذكر خزاعة: كتب إلى أحمد بن عبد العزيز قال: أخبرنا عمر بن شبّة قال: قالت فاطمة بنت الأجحم الخزاعية في اخوتها، وذكر هذه إلاَّبيات عمر بن شبّة:
إخوتي لا تبعدوا أبدا ... وبلى والله قد بعدوا
لو تملَّتم عشيرتهم ... لاصطناع العرف أو وّلّدوا
هإنَّ من بعض التَّفقّد أو ... هإنَّ من وجدي الَّذي أجد
إخوتي ما إخوتي هّلّكوا ... كلّهم كانهم أسد
كلّ من يمشي بعقوتها ... وّارد الحوض الَّذي وّرّدوا
وقد تقدَّمت هذه الأبيات لآمرأة من الأنَّصار، والله أعلم. وقال أيضًا عند ذكر حمير: كتب إلى أحمد بن عبد العزيز، قال عمر بن شبّة: قال: قالت أمرأة من حمير:
اخوّتي من صقعة همدوا ... همدوا لَّما إنَّقضّى إلاَّمد
ما امرَّ العيش بعدّهم ... كلّ عيش بّعدّهم نكد
وردوا والله ما كرهوا ... وّعلى آثارهم نّرد
وقد تقدَّم قول عمر بن شبّة إنَّ أبياتًا من هذه المرثية لامرأة من خزاعة، وغيره يرويها لامرأة من الأنصار. وحدَّث علي بن هارون قال: أخبرني عمي يحيّى بن علي قال: حدثني أبو هفان قال: إنَّشدني المباركي عن الهيثمَّ بن عديّ لجمل بنت ذي نواس الحميرية.