للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بوجه من الوجوه، فاعرفه. انتهى كلّامه ونقله الحطيب القزويني في "الإيضاح" قال: ونقل معناه، قال الشيخ: كلّمة "كلّ " في النفي إذا دخلت في حيّزه بأن قدم عليها لفظ كقول آبي الطيب:

ما كلّ ما يتمنى المرء يدركه

وقول إلاَّخر:

ما كلّ رأي الفتى يدعو إلى رشد

وقولنا: ما جاء القوم كلّهم، وما جا، كلّ القوم، ولم اخذ الدراهم كلّها، ولم آخذ كلّ الدراهم. أو تقديرًا بأن قدّمت على الفعل المنفي، وأعمل فيها؛ لأنَّ العامل رتبته التقدَّم على المعمول، كقولك: كلّ الدراهم لم آخذ، توجه النفي إلى الشمول خاصة دون أصل الفعل، وأفاد الكلّام ثبوته لبعض، أو تعلقه به. إنتىهى كلّامه. وكذا قال في "التلخص" وتعقبهما السعد في "المطول" وقال: وفيه نظر، لأنَّا نجده حيّث لا يصلح إنَّ يتعلق الفعل ببعض، كقوله تعالى: {والله لا يحب كلّ مختال فخور} [الحديد/٢٣] {والله لا يحب كلّ كفار أثيم} [البقرة/٢٦٧] {ولا تطع كلّ حلاف مهين} [القلم/ ١٠] فالحق إنَّ هذا الحكم أكثري لا كلَّي. انتهى. وأجاب المولى حدر تلميذ السعد في "شرح الإيضاح" عن هذا فقال: ولقائل إنَّ يقول: إنَّما حصل عموم النفي في هذه إلاَّيات من خصوص المادة، كا في قولنا: ليس كلّ إنسان جماد، إلاَّ من إدخال النفي على كلّمة كلّ، فإنه لا يحصل منه إلاَّ نفي الشمول، كا هو حكم النفي إذا دخل على كلّام فيه تقييد بشهادة الذوق والعرف، وسبب ذلك أنه اذا بدئ بالنفي، بُني الكلّية عليه، وسلط النفي عليها، وأعمل فيها، وإعمال النفي فيها يقتضي نفي الكلّية والشمول، فيبقى أصل الفعل. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>