للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلعٌ ما ومِثلُه عُشَرٌ ما .. البيت، وذكر ابن قتيبة في كتاب "معاني الشعر" أنَّ الأصمعي ذكر عن عيسى بن عمر أنّه قال: ما أدري ما معنى هذا البيت، ولا رأيت أحدًا يعرف معناه، وقال غيره: إن أمية قال هذا البيت في سنة جدبٍ وكانوا في سنة الجدب يجمعون ما يقدرون عليه من البقر، ثم يعقدون في أذنابها وثنن عراقيبها، السلع والعشر: ضربين من الشجر، ثمَّ يعلون بها في جبل وعر، ويشعلون فيه النار، ويضجّون بالدعاء والتضرَع، وكانوا يرون ذلك من أسباب السقيا، والبيقور: البقر، والعائل: الفقير، وفي التنزيل: (وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى) [الضحى/ ٨]، وعالت البيقور يعني: سنة الجدب، أي: أثقلت البقر بما حُمِّلَتْ من السلع والعشر، يقال: عالني الأمر، أي: أثقلني. وقوله: وثنن عراقيبها، الثنن: جمع ثنّة، وهو الشعر المحيط بالعرقوب وبالظلف وبالحافر، إلى هنا كلام ابن الشجري. وكلّ من تكلّم على هذا البيت بزيادة "ما" لم يجوِّز أن تكون إبهامية، وهي التي إذا اقترنت باسم نكرة أبهمته، وزادته شياعًا وعمومًا، كقولك: أعطني كتابًا ما، تريد: أيّ كتاب كان، لأنّه لا مقتضى لقصدها.

والبيت من قصيدة لأميّة بن أبي الصّلت مطلعها:

مَجِّدوا الله وهو للمجد أهل ... ربنا في السماء أمسى كبيرًا

إلى أن ذكر قصة ناقة صالح وتعدي قدار عليها وهلاك قوم ثمود، ثم ذكر فرعون وادعاءه الألوهية وهلاكه مع قومه في اليمّ، ثم ذكر قوم فرعون وما كشف الله عنهم بدعاء سيدنا موسى عليه السّلام، ثمَّ ذكر عصيانهم له، وما نزل بهم من القحط، والبلاء، فقال:

لا يصيخون للأمير ولا ينفك .. بر من بينهم منحورا

سنة أزمة تخيل بالنا ... س ترى للعضاه منها صريرا

لا علقى كوكب تنوء ولا ريح ... جنوب ولا ترى طمرورا

إذ يسفون بالدقيق وكانوا ... قبل لا يأكلون شيئا فطيرا

<<  <  ج: ص:  >  >>