للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو من المعمرين، عاش مائتي سنة، وقال في ذلك:

حنتني حانيات الدَّهر حتَّى ... كأنِّي خاتل يدنو لصيد

قريب الخطو يحسب من رآني ... ولست مقيَّدًا أنِّي بقيد

وأورده ابن حجر في قسم المخضرمين، قال أبو عبيد البكري: إنه كان نديمًا للزبير بن عبد المطلب في الجاهلية، وأدرك الإسلام.

وهدبة بن خشرم، بضم الهاء وسكون الدال بعدها موحدة، وخشرم بفتح الخاء المعجمة وسكون الشين المعجمة، وينتهي نسبه إلى قضاعة، وهدبة شاعر فصيح متقدم من بادية الحجاز، وكان شاعرًا راوية لشعر الحطيئة، وكان جميل راوية شعره، وهو أول من قنل قصاصًا بالمدينة المنورة، وسببه أن زيادة بن بدر جاء مع هدبة من الشام في ركب من قومهما، فكانا يتعاقبان السوق بالإبل، ومع هدبة أخته فاطمة، فنزل زيادة، فارتجز فقال:

عوجي علينا واربعي يا فاطما

فغضب هدبة، فنزل، فرجز بأخت زيادة، وكانت تدعى أم خازم، وقيل: أم قاسم، فقال:

متى تقول القلص الرَّواسما ... يبلغن أمَّ خازم وخازما

فتشاتما طويلًا، فتحاجز بينهما القوم، ولما رجعا إلى عشائرهما جعلا يتهاديان الأشعار، ولم يزل هدبة يطلب غرة زيادة حتى أصابها، فقتله وهرب، وعلى المدينة يومئذ سعيد بن العاص، فأرسل إلى عم هدبة وأهله فحبسهم، فلما بلغ هدبة

<<  <  ج: ص:  >  >>