ولقد حرصت بأن أدافع عنهم ... فإذا المنيَّة أقبلت لا تدفع
وإذا المنيَّة أنشبت أظفارها ... ألفيت كلَّ تميمة لا تنفع
حتَّى كأنِّي للحوادث مروة ... بصفا المشرَّق كلَّ يوم تقرع
وتجلُّدي للشَّامتين أريهم ... أنِّي لريب الدّهر لا أتضعضع
والنفس راغبة إذا رغَّبتها ... وإذا تردُّ إلى قليل تقنع
كم من جميع الشَّمل ملتئم الهوى ... كانوا بعيش ناعم فتصدَّعوا
قوله: أمن المنون ... إلخ، قال الإمام المرزوقي: الهمزة للاستفهام الإنكاري. يخاطب نفسه ويقول: أتتوجع من المنون، والدهر كذا! والمعنى: لا تتوجع منه فذلك غير نافع مع الدهر. والمنون: قد يراد به الدهر، فإذا أريد به ذلك فالرواية "وريبه" لأنه حينئذ مذكر، وكأنه فعول من المنِّ: القطع، ومنه: حبل منين، أي: مقطوع وقد يراد به المنية أيضًا، وحينئذ يؤنث، فيروى:"وريبها" وقد يخبر