مدحه بأن يعقر اللقاح للضيوف، وهي أكرم إبل عند العرب، لأنها ذات ألبان، وتشييع النار: أن يلقى عليها من دق الحطب فتلتهب، وصفه بسرعة عقرها، كأنه نار ملتهبة.
أليس امرًا ضيفًا وقد غاب رهطه ... ولو سيم حيًّا مثل هذا لأنكرا
جعل الهذيل ضيفًا، لأنه دفن في غير دار قومه، يقول: لوسيم وهو حي خسفًا لأنكره، فأنا أذود عن قبره الضيم.
أجادت به من تغلب ابنة وائل ... حصان لقرم من ربيعة أزهرا
فمن مبلغ فتيان تغلب أنني ... عقرت على قبر الهذيل ليذكرا
وبقي منها ستة عشر بيتًا. قال أبو عبيد البكري في "معجم ما استعجم": كان الهذيل التغلبي قد أغار على إبل نعيم بن ثعلب الرياحي، فمر يوم وردها بسفار، فتقارّ أهلها من بني مازن، وجعل أعوان الهذيل يوردون تلك الإبل قطعة قطعة، والهذيل قاعد على سفير البئر، فلما تشاغل من معه، رأى منه حباشة المازني غرة، فاستدبره بسهم فأقصده، وخر في الركية، فهالوا عليه إلى اليوم. وقال عتبة بن مرداس أحد بني كعب بن عمرو بن تميم:
فمن مبلغ فتيان تغلب أنَّه ... خلا للهذيل من سفار قليب
إذا طرَّب الأصداء طرَّب وسطها ... صدى تغلبيٍّ في القبور غريب