للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروي "المغور" بالغين معجمة، وهو الذي أورد إبله في الهاجرة فأقام ليبرد، والمستجيز: المستسقي، وبعده:

يظلُّ إلى أن تغرب الشَّمس قائمًا ... تشمُّس حرباء الصُّوى حين أظهرا

يطرِّد عنها الجائزين كأنَّه ... غراب على أنباثها غير أعورا

الأنباث: جمع نبيثة، وهو ما أخرج من تراب البئر والنهر إذا حفر.

أأسقيتها والعود يهتزّ في الندَّى ... كأنَّ بجنبيه زرابيَّ عبقرا

يقول: أسقيتها في الربيع في وقت استغنائها عن الماء، والرياض مزهرة كأنها زرابي، وهي الطنافس الرقاق.

فلما رجعنا للَّذي قلت قائظًا ... أبيت وكانت علَّة وتعذُّرا

يقول: وعدت جوازها في القيظ، فلما أتيناك للموعد، تعذرت واعتللت.

فلما احتضرنا للجواز وقوَّمت ... على الحوض راموها من الشِّرب منكرا

فقالوا ألا قبر الهذيل مجازها ... فقلت لهم لم تصدروا الأمر مصدرا

مجازها: مسقاها.

أتشرب أسلاب امرئ كان وجهه ... إذا أظلمت سيما امرئ السَّوء أسفرا

مدح هذيلا وقال: إذا أظلم وجه الرجل السوء كان وجهه مشرقا.

كذبتم وآيات الهدى لا تذوقه ... لبوني وإن أمست خوامس ضمَّرا

أقسم بأن إبله لا تذوق ماء من البئر التي هي قبر الهيل.

أنفت له بالسَّيف لمَّا رأيتها ... تدكُّ بأيديها الرَّكيَّ المعوَّرا

<<  <  ج: ص:  >  >>