من معنى الإشارة، والبيت من شواهد سيبويه، والشاهد فيه رفع الاسم الثاني مع فتح الأول، وذلك إما على إلغاء الثانية، ورفع تاليها بالعطف على محل الأولى مع اسمها، وعلى هذا فخبرهما واحد، وإما على تقدير "لا" الثانية عاملة عمل ليس، فيكون لكل من الأولى والثانية خبر يخصها، لأن خبر الأولى مرفوع، وخبر الثانية منصوب، وهذا: مبتدأ، والصغار: خبره، بفتح الصاد، بمعنى الذل.
وقوله:"وجدكم" جملة قسمية معترضة بين المبتدأ والخبر، قال اللخمي: والجد هنا: أبو الأب، والجد أيضاً: البخت والسعد والعظمة، وروي: هذا لعمركم، وذاك: فاعل كان التامة، ويجوز أن تكون ناقصة، والخبر محذوف، والتقدير: إن كان ذاك مرضياً، ولا بد على الوجه الأول من حذف مضاف، أي: إن كان رضا ذاك، ليصح المعنى، لأنه إنما اشترط أنه لا يرضى بذلك الجور. وجملة الشرط معترضة بين المعطوف والمعطوف عليه، وسد ما قبل الشرط مسد الجواب، أي: إن كان الجور مرضياً انتفيت من أمي وأبي، والمشار إليه بذاك في الموضعين، الفعل الذي فعلوه به، والبيت آخر أبيات سبعة، وأولها:
يا جندب اخبرني ولست بمخبري ... وأخوك ناصحك الذي لا يكذب
هل في القضية أن إذا استغنيتم ... وأمنتم فأنا البعيد الأجنب
وإذا الشدائد بالشدائد مرة ... أشجتكم فأنا المحب الأقرب
وإذا تكون كريهة أُدعى لها ... وإذا يحاس الحيس يُدعى جندب
ولجندب سهل البلاد وعذبها ... ولي الملاح وخبتهن المجدب
عجب لتلك القضية وإقامتي ... فيكم على تلك القضية أعجب