للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أنه قيل: أراد الشاعر: من أجله، وقيل: أراد من عظمه في عيني، ففيه تفسيران، قال القالي في "أماليه": قرأت على أبي بكر بن دريد في كتاب "الأبواب" للأصمعي: فعلت ذاك من جلل كذا، أي: من عظمه في صدري، وقال أبو نصر: فعلت ذاك لجللك وجلالك، أي: لعظمتك في صدري، وأنشد الأصمعي لجميل: رسم دار وقفت في طلله .. البيت. وروي من غير هذا الوجه تفسير من جلله: من أجله، ويقال: فعلت ذلك من أجلك وجلك وجلالك. وأنشد الأصمعي في جلالك:

وغيد نشاوى من كرى فوق شزّب ... من الليل قد نبَّهتهم من جلالك

أي: من أجلك. انتهى. وقال ابن السكيت في كتاب "الأضداد": يقال: فعلته من جللك، أي: من أجل عظمتك عندي. قال جميل: "كدت أقضي الغداة من جلله"، أي: من عظمتها في صدري.

وبما نقلنا يدفع قول الدّماميني: ليس الجلل بمعنى العظم حتى يفسر به، وإنما هو بمعنى العظيم، فلو قيل: أراد: من عظم أمره في عيني؛ لكان مناسباً. انتهى. وأيّ فرق بين من عظمه، ومن عظم أمره؟ ! وهل هما إلا سواء! وأعجب من هذا قول ابن الملا: وقع في "الصحاح" تفسير الجلل في البيت

<<  <  ج: ص:  >  >>