للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شرق القنا, أي: أحمرت الرماح بالدم, وأسلموك: خذلوك, وذلك أن يزيد بن المهلب خلع يزيد بن عبد الملك, ورام الخلافة لنفسه في البصرة, فتجهز يزيد بن عبد الملك لقتاله أخاه مسلمة بن عبد الملك, وخرج يزيد بن المهلب واستخلف على البصرة ولده معاوية بن زيد وسار حتى نزل العقر, وهي عقر بابل عند الكوفة بالقرب من كربلاء, ثم أقبل مسلمة حتى نزل على يزيد بن المهلب, فاصطفوا فشد أهل البصرة على أهل الشام فكشفوهم, ثم إن أهل الشام كثروا عليهم وكشفوهم, وما زال الحرب بينهم ثمانية أيام حتى كان يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة مضت من صفر الخير, سنة اثنتين ومائة, وشرع أصحاب ابن المهلب يتسللون من حوله, وبقيت معه جماعة, فقاتل حتى قتل هو وأخوه محمد بن المهلب وجماعة من أهل بيته.

وثابت فطنة: هو ثابت بن كعب, وقيل: ابن عبد الرحمن بن كعب أخو بني أسد بن الحارث بن العتيك, وقيل: بل هو مولى لهم, ولقب قطنة, لأنها سهمًا أصاب إحدى عينيه, فذهب بها في بعض حروب الترك, فكان يحشوها قطنة. وهو شاعر فارس شجاع, من شعراء الدولة الأموية, وكان من أصحاب يزيد من المهلب, وكان يوليه أعمالًا من أعمال الثغور, فيحمد فيها مكانه, لكفايته وشجاعته, وقد بسطنا الكلام على هذا المحل في الشاهد الثامن والتسعين بعد السبعمائة من شواهد الرضي.

وقال السيوطي: ثم رأيت في «شرح التسهيل» لأبي حيان ما نصه: أنشد المبرد لأبي حدرة الخارجي يرثي زيد بن علي:

<<  <  ج: ص:  >  >>