العفو، وحقيقته: أعرضنا عنهم، وأوليناهم صفحة عنقنا، وروى: عن بني هند، وهي هند بنت مر بن أد أخت تميم.
وقوله عسى الأيام .. الخ، قال المرزوقي: لا يجوز أن يكون الذي بمعنى الذين، لأن الموصول والصلة يصير صفة لقوم آخرين كالقوم المذكورين، بل التقدير: أن يرد دأب القوم كائنا كالدأب الذي كانوا عليه، وفي هذا الوجه يجوز أن يكون الذي للجنس، كما قال تعالى:(والذي جاء بالصدق وصدق به)(الزمر: ٣٣)، ثم قال:(أولئك) والفصل بين هذا الوجه، والوجه الأول أنه أمل في الوجه الأول أنهم إذا عفوا عنهم أدبتهم الأيام، وردت أحوالهم كأحوالهم فيما مضى في الاتفاق والتواد، وفي الوجه الثاني أمل أن ترجع الأيام أنفسهم إذا صفحوا عنهم، كما عهدت سلامة صدور، وكرم عهود. انتهى. ومعنى: يرجعن يرددن من باب فعل وفعلته، يقال: رجع فلان رجوعا ومرجعا ورجعانه ورجعته رجعا، والعائد محذوف، أي: كالذي كانوه، وهو خبر كان.
والفند الزماني: اسمه شهل بن شيبان بن ربيعة بن زمان الحنفي، وشهل بالشين، وليس في العرب شهل بالمعجمة إلا هو، وشهل بن أنمار من قبيلة بجيلة، وزمان، بكسر الزاي وتشديد الميم، والفند: بكسر الفاء وسكون النون: القطعة من الجبل، وإنما لقب به، لأن بكر بن وائل بعثوا إلى بني حنيفة في حرب البسوس يستنصرونهم، فأمدوهم به، وكتبوا إليهم: قد بعثنا إليكم بثلاثمائة فارس، فلما أتى بكر وهو مسن قالوا: وما يغني هذا العشبة؟ قال: أو ما ترضون أن أكون