للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على إعرابه مبسوطًا في الشاهد الرابع بعد الستمائة من شواهد الرضي، وفي شرح البيت الثالث من حاشيتنا على "شرح قصيدة بانت سعاد" للمصنف، فأغنانا ذلك عن الكلام هنا.

والبيت من قصيدة لساعدة بن جؤية الهذلي المخضرم وتقدم شرح مطلعها مع أبيات بعده في الإنشاد الثاني والستين، وقبله:

تالله يبقى على الأيام ذو حيدٍ ... أدفى صلود من الأوعال ذو خدم

وتقدَّم شرح هذا البيت أيضًا في الإنشاد الثالث والخمسين بعد الثلاثمائة في بحث اللام برواية: "لله يبقى" على أن اللام للقسم والتعجب معًا، وحذف لا النافية من جواب القسم، والأصل: تالله لا يبقى، وذو حيد: الوعل، بكسر الحاء المهملة وفتح المثناة التحتية، جمع حيد، بفتح فسكون، وهي العقد في قرن الوعل، والأدفى بالقصر: الذي يميل قرنه إلى نحو ظهره، وصلود: صفته وهو الذي يقرع بظلفه الجبل، والخدم: بفتح الخاء المعجمة، خطوط بيض في قوائمه تشبه الخلاخيل، ثم وصف تحصنه في رؤوس الجبال في ثمانية أبياتٍ، ولما جاء أجله، ما سلم من الصياد، فهلك على يديه، وقال:

فكان حتفًا بمقدار وأدركه ... طول النهار وليل غير منصرم

يعني: لم يفلت من طول الأيام والليالي.

ولا صوار مذراة مناسجها ... مثل الفريد الذي يجري من النظم

معطوف على ذو حيد، والصوار، بكسر الصاد المهملة: جماعة البقر، ونعجة مذراة، وكبش مذرّي، بالذال المعجمة: إذا جز وترك بين كتفيه صوف ولم يجز، وهو الذِرواة، بكسر الذال وضمها، والنظم: بضمتين: جمع نظام، وهو الخيط الذي فيه اللؤلؤ، يقول: الصوار مثل اللؤلؤ في الحسن والبياض.

<<  <  ج: ص:  >  >>