للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففيه مخالفة لما قرّره العروضيّون. انتهى كلامه. وتبعه جميع من بعده من الشراح كالشّمُنِّي وابن الملا الحلبي وابن وحيي الرّومي، والسيوطي لم يقل شيئًا، بل بيض له ومضى، والعجب منهم، فإنَّ هذا البيت في غالب كتب النحو، وهو مكتوب فيها "القيل" بالمثناة التحتية، وهو من قصيدة مشهورة في كتب السير كسيرة ابن هشام وسيرة الكلاعي وغيرهما، لكعب بن مالك الصحابي رضي الله عنه أجاب بها ضرار ابن الخطاب، وعمرو بن العاص لما افتخرا بانكشاف المسلمين يوم أحد، وهذا مطلعها:

أَبْلِغْ قُريشًا وخيرُ القولِ أصدَقُهُ ... والصِّدقٌ عندَ ذوِي الألباب مقبولُ

أنْ قدْ قتلنَا بِقتْلانا سَرَاتَكُمُ ... أهلَ اللواءِ ففيما يكثُرُ القيلُ

ويومَ بدرٍ لقناكم لنا مددٌ ... فيه مع النصرِ ميكالٌ وجبريلُ

إن تقتلونا فدينُ الحقِّ فِطرتُنَا ... والقتلُ في الحقِّ عندَ اللهِ تفضِيلُ

وإن تروا أمرنا في رأيِكم سَفَهًا ... فرأيُ مَنْ خالفَ الإسلامَ تضليلُ

إنا بَنُو الحربِ نمرِيها ونَنْتُجُهَا ... وعِندَنَا لذّوي الأضغانِ تنكيلُ

إن ينجُ منهَا ابنُ حَرِبٍ بعدما بَلَغَتْ ... مِنْهُ التَّرَاقي وَأَمْرُ اللهِ مفعُولُ

فقدْ أفادتْ لَهُ حِلْمًا وموعِظَةً ... لمَنْ يكونُ لهُ لُبٌّ ومَعْقُولُ

ولو هبطتُم بِبَطْنِ السيلِ كافحكمْ ... ضربٌ بشاكلةِ البطحاءِ ترْعيلُ

تَلْقاكُمُ عَصَبٌ حولَ النبيِّ لهُمْ ... ممّا يُعِدُّونَ للهَيْجَا سَرَابيلُ

مِنْ جِذْمِ غَسَّانَ مُستَرْخٍ حمائلهم ... لا جُبَنَاءُ ولا مِيْلٌ مَعَازِيلُ

وبقي بعد هذا اثنا عشر بيتًا. وترجمة كعب بن مالك الأنصاري تقدَّمت في الإنشاد السابع والخمسين بعد المائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>