للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شريف مذكورًا، وشهد بدرًا مع المشركين وفرّ، وشهد أيضًا أحدًا معهم، وبقي متمسكًا بالشرك حتى أسلم يوم فتح مكة، وله ابن يسمّى عثمان، وبه يكنى، وأمه بنت عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وليس لعثمان عقب، ولما نزل هشام بن المغيرة بحرّان وبها أسماء بنت مخرمة النهشلي –نهشل دارم، قد هلك عنها، وكانت امرأة لبيبة حسناء- تزوجها فولدت له عمرًا الذي كنّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جهل والحارث بن هشام المذكور. انتهى كلامه.

وقال المبرد في "الكامل" وكان هشام بن المغيرة أجلٍّ قريش حلمًا وجودًا، وقريش كانت تؤرخ بموته، كما تؤرخ بعام الفيل وبملك فلان، قال الشاعر:

زمان تناعى النّاس موت هشام

ومن أجله قول القائل:

فأصبح بطن مكَّة مقشعرًا ... .. البيت

وقال الآخر:

ذريني أصطبح يا سلم إنِّي ... رأيت الموت نقَّب عن هشام

نقب، أي: طوف حتى أصاب هشامًا .. قال تعالى: {فنقبوا في البلاد} [ق/ ٣٦]، أي: طوَفوا، ومثله قول امرئ القيس:

وقد نقبَّت في الآفاق حتى ... رضيت من الغنيمة بالإياب

انتهى. وقوله: يروح كأنه أشلاء سوط، السوط معروف، وهو يفتل وينسج من طاقات، وأشلاؤه: طاقاته، يريد أنه نحيف من قلة الأكل مع كثرة طعامه، والعرب تتمدح بقلة الأكل والنحافة، والأشلاء: جمع شلو –بالكسر- وهو العضو، والجفاف: جمع جفنة –بالفتح- وهي القصعة الكبيرة، والركام –بالضم-: المتراكم بعضه على بعض، وثمال منصوب على المدح، وهو الغياث

<<  <  ج: ص:  >  >>