وقال بحير بن عبد الله القشيري يرثى هشامًا في رواية معمر بن المثنّى:
دعيني اصطبح يا بكر إني ... رأيت الموت نقَّب عن هشام
فودَّ بنو المغيرة لو فدوه ... بألف مقاتلٍ وبألف رام
وودَّ بنو المغيرة لو فدوه ... بألف من رجال أو سوام
فبكّيه ضباع ولا تملّي ... هشامًا إنّه غيث الأنام
ووجدتها له بخط الضحاك بن عثمان، يختلفان في اللفظ، وزاد فيها:"على أثر تهام"
وكنت إذا ألاقيه كأني ... على حرمٍ وفي شهرٍ حرام
والرواية الأولى عندنا أثبت. وقال عبد الله بن ثور البكائي يرثيه:
هريقي من دموعهما سجاما ... ضباع وجاوبي نوحًا قياما
على خير البريَّة لن تريه ... ولن تلقي مواهبه العظاما
وأوحش بطن مكَّة بعد أنسٍ ... ومجد كان فيها قد أقاما
من أبيات. وعن عكرمة المخزومي: ... كان فارسي قريش في الجاهلية هشامُ ابن المغيرة والوليد بن عبده، وكان يقال لهشام بن المغيرة: فارس البطحاء، وكان فرسانهم في الجاهلية بعدهما عمرو بن عبد العامري، وضرار بن الخطاب الفهري المحاربي، وهبيرة بن أبي وهب المخزومي، وعكرمة بن أبي جهل المخزومي. وعن ابن شهاب أن قريشًا كانت تعد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من زمن الفيل، كانوا يعلمون بين الفيل وبين الفجار أربعين سنة، وكانوا يعدون بين الفجار وبين وفاة هشام بن المغيرة وبين بنيان الكعبة تسع سنين، وكانوا يعدون من بنيان الكعبة وبين أن ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة سنة، منها خمس سنين قبل أن ينزل عليه، ثمَّ كان العدد بعد. وابنه الحارث بن هشام بن المغيرة كان