للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يروح كأنّه أشلاء سوطٍ ... وفوق جفانه شحمٌ ركام

وللكبراء أكلٌ كيف شاؤوا ... وللولدان لقمٌ واقتسام

فبكيه ضباع ولا تملِّي ... ثمال النَّاس إن قحط الغمام

وإنَّ بني المغيرة من قريشٍ ... هم الرَّأس المقدَّم والسَّنام

وهشام هو أبو عثمان بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخذوم، قال الزبير بن بكار في كتاب "أنساب قريش": وكان هشام بن المغيرة سيّدًا مطاعًا، وله يقول أبو بكر بن الأسود بن شعوب يؤبِّنه:

ذريني أصطبح يا بكر إني ... رأيت الموت نقَّب عن هشام

تخيره ولم يعدل سواه ... ونعم المرء بالبلد التِّهام

وله يقول الحارث بن أميّة الصغري يؤبّنه، وهو المديح بعد الموت:

ألا هلك الفيَّاض والحامل الثِّقلا ... ومن لا يضمنُّ عن عشيرته فضلًا

ألا لست كالهلكي فتبكي بكاءَهم ... ولكن أرى الهلَّاك في جنبه وغلا

من أبيات. وقال أيضًا يبكيه:

أصبح بطن مكَّة مقشعرًّا ... .. الأبيات المتقدمة.

وضباعة التي ذكر: زوجته القشيرية. ولما قال الحارث بن أمية لهشام بن المغيرة: ألا لست كالهلكي .. البيت، أغرت به بنو عبد مناف حكيم بن أمية بن حارثة بن أوقص السُّلمي حليف بني عبد شمس، وكانوا استعملوا على سفهائهم، ففرّ منه الحارث وقال:

أمرر بالأباطح كلَّ يومٍ ... مخافة أن يشرِّدني حكيم

فهدم حكيم داره، وأعطاه بنو هشام داره التي بجيادٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>