للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حبيب إلى من بين الجبال، وأخصه بمحبتي من بين الجبال، كذا قال الكسائي والفراء، وقال اللخمي في شرحها ايضا: الريان: أرض لبني عامر بن صعصعة كانت محبوبته تحل بجبل الريان، فحبب إليه ذلك الجبل من أجل محبوبته، وساكن الريان من كان من صديق أو عدو، لأن منازل الأحباب عند العرب بمنزلة الأحباب، فهي تحن إليها، وتذكرها في أشعارها، وقال المتنبي في هذا المعنى:

لك يا منازل في القلوب منازل ... أقفرت أنت وهن منك أواهل

ويروى أن الفرزدق قال له: وإن كان ساكنه قرودا؟ فقال له جرير: إنما قلت "من".

وحكي مسعود الدولة المصري أن "من" في قوله "من كان" في موضع نصب على التمييز أيضا، وما بعدها في موضع الصفة، قال: ويدل على كونها تفسيرا أنها على مقابلة قوله: من جبل، وجاء التفسيران بعد المقصود، وقيل: إن من استفهام، وهي خبر كان مقدم، والتقدير: أي شيء كان فإني أحبه، وقيل: إن "من" بدل من ساكن ويكون اسم كان ضميرا فيها عائدا على "من" ويكون الخبر محذوفا، والتقدير: من كان ساكنا من الناس فساكن الخير، وأحسن هذه الأقوال، وأقواها كون "من" خبرا مقدما لكان. انتهى كلام اللخمي.

وقوله: وحبذا نفحات، جمع نفحة من قولك: نفحت الريح: إذاا هبت، ويعني اليمانة: الجنوب، لأنها تهب من قبل اليمن، وأوضح ذلك بقوله: هبت جنوبا. والمعنى: أنه لما هبت الريح من ناحية من يحبه تذكره، وحن إليه، وفي "معجم البلدان": الريان: جبل في ديار طيء، لا يزال يسيل منه الماء، والريان أيضا: واد في حمى ضرية في أرض كلاب أعلاه لبني الضباب، وأسفله لبني جعفر، وقال أبو زياد: الريان: واد يقسم حمى ضرية من قبل مهب الجنوب ثم يذهب نحو مهب الشمال، وريان: اسم جبل في بلاد بني عامر، والريان:

<<  <  ج: ص:  >  >>