للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أداته قبل ذكر ما بعدها يوهم إخراج شيء مما قبلها، فإذا وليها صفة مدح، جاء التأكيد لما فيه من المدح والإشعار بأنه لم يجد صفة ذم يثبتها، فاضطر إلى استثناء صفة مدح، وتحويل الاستثناء إلى الانقطاع، ووجهه في البيت من جهتين: إحداهما ما تقدم، والأخرى أنه كدعوى الشيء ببينة، إذ معناه إثبات شيء من العيب للممدوحين على تقدير كون فلول السيف من مضاربة الجيوش عيبًا فعلق نقيض المدَّعى، وهو إثبات شيء من العيب بالمحال، والمعلق بالمحال محال، فعدم العيب متحقق، فالبيت يفارق الحديث في هذه الجهة الأخيرة، ويشاركه في الأولى، وباعتبارها قال على حد قوله. انتهى. وكلام ابن مالك مبسوط في كتابه: "شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح" أورد قوله صلى الله تعالى عليه وسلم: "نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد كلُّ أمة أوتوا الكتاب من قبلنا" وقال: بيد معنى غير، والمشهور استعمالها متلوّةً بأن، كقوله صلى الله عليه وسلم: "نحن الآخرون السابقون من قبلها، وأوتيناه من بعدهم" ومنه قول الشاعر:

بيد أن الله قد فضَّلكم ... فوق من أحكي بصلبٍ وإزار

وقول الراجز:

عمدًا فعلت ذاك بيد أنِّي ... إخال لو هلكت لم ترنِّي

<<  <  ج: ص:  >  >>