للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأصل في رواية من روى: "بيد كل أمة": بيد أنّ كل أمة، فحذفت أنّ وبطل عملها، وأضيف "بيد" إلى المبتدأ والخبر اللذين كانا معمولي أنّ، وهذا الحذف في أنّ نادر، لكنه غير مستبعد في القياس على حذف أن، فإنهما أختان في المصدرية، وشبيهتان في اللفظ، وقد حمل بعض النحويين على حذف أنّ قول الزبير:

فلولا بنوها حولها لخطبتها

ومما حذف فيه أن واكتفي بصلتها قوله تعالى: {ومن آياته يريكم البرق} [الروم/ ٢٤] والأصل: أن يريكم، لأن الموضع موضع مبتدأ خبره: من آياته.

والمختار عندي في "بيد" أن تجعل حرف استثناء، ويكون التقدير: إلا كل أمة أوتوا الكتاب من قبلنا، [على معنى لكن] لأن معنى إلا مفهوم منها، ولا دليل على اسميتها. انتهى كلامه.

وهذا البيت استشهد به سيبويه على أن نصب غير بالاستثناء المنقطع، وشرحه الرضي أحسن شرح، وهو عند علماء البديع قاعدة تأكيد المدح بما يشبه الذم وأورده صاحب "الكشاف" عند قوله تعالى {لئّلا يكون للناس عليكم حجَّة إلّا الذين ظلموا منهم} [البقرة/ ١٥٠] على أن الآية أشبه بتأكيد الذم بما يشبه المدح عكس البيت، فإن إطلاق الحجة على الذين ظلموا ذم في صورة مدح.

والفلول: جمع فل، بفتح الفاء، وهو كسر في حد السيف، وسيف أفل بين الفلل، يقال: فلّه فانفل، وفللت الجيش، أي: كسرتهم وهزمتهم، وفلُّ الجيش

<<  <  ج: ص:  >  >>