للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الدماميني: الذي يظهر لي أن الجملة الواقعة بعدها في محل نصب والفعل معلق, قال الجوهري: وقولهم: لا أباليه, أي: لا أكثرت به, فهو فعل متعد بنفسه ويقرب من معنى الفعل القلبي, لأن معنى لا أكثرت به: لا أفكر فيه ازدراء به, والتعليق من هذه الجملة, انتهى كلامه. وهو تارة يتعدى بالباء, قال النووي في «تهذيبه»: إن بعض المحدثين من أهل العصر زعم أن تعديته بالباء لحن, والصواب: أباليه, ولم يسمع من العرب إلا هكذا, وهذا غلط منه بخبر بجهالته وقلة بضاعته, والصحيح أنه يتعدى بالياء, وهو المسموع عن العرب, وفي الحديث «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين, ومن لم يبال به لم يفقهه» وفي الصحيحين: «كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لا يبالي بتأخير العشاء» هكذا روي «بتأخير» بالباء, وفي البخاري عن أبي هريرة أنه صلى الله تعالى عليه وسلم قال: «ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال أمن حرام أم حلال» انتهى.

ومثله في «المصباح» قال: قولهم: لا أباليه ولا أبالي به, أي: لا أهتم به ولا أكثرت له, ولم أبال ولم أبل للتخفيف, كما حذفوا الياء من المصدر, فقالوا: لا أباليه بالة. والأصل بالية, مثل عافاه معافاة وعافية, قالوا: ولا يستعمل إلا مع الجحد, والأصل فيه قولهم: تبالى القوم: إذا تبادروا إلى الماء القليل فاستقوا, فمعنى لا أبالي: لا أبادر إهمالًا له, وقال أبو زيد: ما باليت به مبالاة, والاسم البلاء وزان كتاب, وهو الهم الذي تحدث به نفسك. انتهى.

وقال ابن فارس في «المجمل»: اشتبه علي اشتقاق أبالي, حتى رأيت في شعر ليلى الأخيلية:

<<  <  ج: ص:  >  >>