للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذمم, يقول: للحسب موطن عطية, وموطن حلم, وشر مواطنه وخصاله, أن يسأل صاحبه خيرًا فيأبى أن يفعله, أو حقًا فيأبى أن يعطيه.

وقوله: وإن الحق مقطعه ثلاث .. الخ, الحق: خلاف الباطل, ومقطعه: الأمر الذي ينقطع به ثلاث, أي أحد خصال ثلاث ينفذ بكل واحدة منها, وقوله: يمين .. الخ, بدل مفصل من مجمل, واليمين يكون على المنكر إذا لم يكن للمدعي شهود, ونفار, أي: تنافر إلى رجل حاكم يتبين حجج الخصوم, ويحكم بينهم, والجلاء, بفتح الجيم: الأمر الجلي, يريد به بيانًا بإقرار أو شهادة, وهذه أحكام الإسلام.

وقوله: فذلكم مقاطع .. الخ, الإشارة راجعة إلى قوله: مقطعه ثلاث, أي: فذلك المقطع الذي هو الثلاث مقاطع كل حق, وجعل تبيين الحق شفاء من الالتباس والشك فيه.

وقوله: فلا مستكرهون .. الخ, أي: فلا أنتم مستكرهون على ما صنعتم من الوفاءوالجوار وتأدية مال هذا الرجل, إنما تعطون إن أعطيتم عن طيب نفس, فلين لهم القول بعد توعده لهم ليستنزلهم بذلك.

وقوله: جوار شاهد, يقول: كان هذا الرجل جارًا لكم, وجواره بين مشهور, فهو شاهد عليكم أنكم أصحابه, وقوله: وسيان, أي: مثلان أن يتكفل للرجل أويتلى له بذمة, والتلاء بالفتح: الحوالة, أي: من كفل لك كفالة, ومن جعل لك حوالة في ذمة, فقد وجب حق هذين جميعًا.

وقوله: بأي الجيرتين, يقول: الكفالة جوار, والتلاء جوار, فأي الأمرين كان, فلا يصلح لكم إلا أداء ذمته والوفاء به.

وقوله: أسروا هديًا, الهدي بوزن كريم: الرجل ذو الحرمة, وهو المستجير بالقوم ما لم يأخذ عهدًا, فإذا أخذ العهد وأجير فهو حينئذ جار, وسمي هديًا على معنى أنه له

<<  <  ج: ص:  >  >>