للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أن الكوفيين ومن تبعهم قالوا: "أو" فيه بمعنى "الواو"، لأن الشاعر أراد: أكتل ورزامًا، فلذلك قال: خويربين، ونصبه على الحال منهما، ولو كانت على بابها، لقال: خويربًا ونصبه على الحال من أحدهما.

وأجاب الخليل على أن "أو" على بابها لأحد الشيئين، "وخويربين" منصوب على الذم لا على الحال من أكتل ورزام، وهذا نص سيبويه: وسألت الخليل، رحمه الله تعالى، عن قوله، وهو لرجل من بني أسد:

إنَّ بها أكتل أو رزاما

فزعم أن خويربين انتصبا على الشتم، ولو كان على "إن" لقال: خويربًا، ولكنه انتصب على الشتم، كما انتصب (حمّالة الحطب) انتهى كلامه.

قال أبو جعفر النحاس في شرح شواهده: يعني أنك إذا قلت: إن زيدًا منطلق أو عمرًا؛ فإنما أوجبت لواحد منهما، فلا يجوز أن تجمعهما في النعت ولا الحال، فقوله: "بها" خبر "إن" انتهى.

وقال الأعلم أيضًا: الشاهد في نصب "خويربين" على الذم، ولا يجوز أن يكون حالًا من "أكتل" ورزام، لأن الخبر عن أحدهما لاعتراض "أو" بينهما، ولو كان حالًا لأفرده، كما تقول: إن في الدار زيدًا أو عمرًا جالسًا، لأنك توجب الجلوس لأحدهما، فلما لم يمكن فيه الحال لما بينا؛ نصب على الذم. انتهى. ولا يتصور أن يكون خويربين نعتًا لهما، لتخالفهما بالتعريف والتنكير، فقول المصنف: لا نعت تابع، سهو قلم.

وأورد المبرد هذين البيتين في "الكامل" وقال: نصب خويربين على

<<  <  ج: ص:  >  >>