للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنها لا تكون لنداء القريب - لا يدل بوجه من الدلالات, انتهى. وصاحب «القاموس» أيضًا ممن رد على الجوهري قال: أيا حرف لنداء البعيد لا القريب, ووهم الجوهري.

وأقول: الجوهري فيما قاله تابع لسيبويه في «الكتاب» قال في باب «الحروف التي تنبه بها المدعو»:

[فأما الاسم غير المندوب] فينبه بخمسة أشياء: بيا وأيا وهيا وأي وبالألف, إلا أن الأربعة غير الألف قد يستعملونها إذا أرادوا أن يمدوا أصواتهم للشيء المتراخي عنهم, والإنسان المعرض عنهم الذي يرون أنه لا يقبل عليهم إلا بالاجتهاد والنائم المستثقل, وقد يستعملون هذه التي للمد في موضع الألف ولا يستعملون [الألف] في هذه المواضع التي يمدون فيها, وقد يجوز لك أن تستعمل هذه الخمسة إذا كان صاحبك قريبًا منك مقبلًا عليك توكيدًا. هذا كلامه برمته, ونقله ابن السراج في أصوله بتمامه, ولم يتكلم السيرافي على هذا شيئًا.

وقال أبو علي الفارسي في تعليقته على «كتاب سيبويه»: قوله: وقد يستعملون هذه التي للمد في في موضع الألف, قال أبو علي: إذا ناديت المقبل عليك بما تنادي به المتراخي البعيد نحو: يا, وهيا, كان بمنزلة قولك: يا أبا فلان للمقبل عليك توكيدًا في استعطافه, وإن كنت قد استغنيت عن دعائه بإقباله عليك, انتهى.

وقال ابن وحيي في شرحه: ونقل الأندلسي في «شرح المفصل» عن سيبويه

<<  <  ج: ص:  >  >>