للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سأفعل ما بدا لي ثم آوي ... إلى جار كجار أبي دؤاد

وأما ابن سعدى, وسعدى أمه, فهو كما قال المبرد في «الكامل»:

أوس بن حارثة بن لأم الطائي, وكان سيدًا مقدمًا, فوفد هو وحاتم بن عبد الله الطائي على عمرو ابن هند وأبوه المنذر بن المنذر بن ماء السماء, فدعا أوسًا فقال: أأنت أفضل أم حاتم؟ فقال: أبيت اللعن, لو ملكني حاتم وولدي ولحمتي, لوهبنا في غداة واحدة! ثم دعا حاتمًا فقال: أأنت أفضل أم أوس؟ فقال: أبيت اللعن, إنما ذكرت بأوس, ولأحد ولده أفضل مني! وكان النعمان ابن المنذر دعا مجلة وعنده وفود العرب من كل حي, فقال: احضروا في غد, فإني ملبس هذه الحلة أكرمكم. فحضر القوم جميعًا إلا أوسًا, فقيل له: لم تتخلف؟ فقال: إن كا ن المراد غيري فأجمل الأشياء أن لا أكون حاضرًا, وإن كنت المراد فأطلب ويعرف مكاني. فلما جلس النعمان لم ير أوسًا, فقال: اذهبوا إلى أوس فقولوا له: احضر آمنًا مما خفت, فحضر فألبس الحلة, فحسده قوم من أهله, فقالوا للحطيئة: اهجه ولك ثلاثمائة ناقة, فقال الحطيئة: كيف أهججو رجلًا لا أرى في بيتي أثاثًا ولا مالًا إلا من عنده؟ ! ثم قال:

كيف الهجاء وما تنفك صالحة ... من آل لأم بظهر الغيب تأتيني

فقال لهم بشر بن أبي خازم أحد بني أسد بن خزيمة: أنا أهجوه لكم, فأخذ الإبل وفعل, فأغار أوس عليها فاكنسحها,’ فجعل لا يستحير حيًا إلا قال: قد أجرتك إلا من أوس, وكان في هجائه قد ذكر أمه, فأتي به, فدخل أوس على أمه فقال: قد أتينا ببشر الهاجي لك ولي, قالت: أو تطيعني؟ قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>