للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما كان من سوقة أسقى على ظمأٍ ... خمرًا بماء إذا ناجودها بردا

من ابن مامة كعب ثم عي به ... زو الحوادث إلا حرة وقدى

الناجوه: الإناء, وروي «زو المنية» أي: قدرها, أي: عيت به الأحداث إلا أن تقتله عطشًا.

وقد أنشد المبرد في «الكامل» البيت الأول لأبي دؤاد الإيادي, وتبعه الأعلم وابن هشام اللخمي في «شرح أبيات الجمل» ولم يصيبوا في ذلك, وكتب مغلطاي في هامش «الكامل» ومن خطه نقلت: هذا البيت لم أره في «ديوان أبي دؤاد»: بنسختي التي بخط ابن أبي طاهر وأنشده المرزباني عن ابن حبيب عن ابن الأعرابي لأبيه مامة بن عمرو, كما أنشده يعقوب.

واختلف في اسم الرجل من النمر بن قلسط, فقيل: اسمه شمر بن مالك النمري, ذكره يعقوب في أمثاله قال: وكان ذلك بالدهناء, وحكى ابن السيد في «شرح سقط الزند» عن كراع أنه حنيف, وقيل: هنب بن قاسط.

والتصافن: أن يطرح في الإناء حجر ثم يصب فيه من الماء ما يغمره, لئلا يتغابنوا, وكذلك كل شيء وقف على كيله أو وزنه, واسم ذلك الحجر المقلة, بفتح الميم وسكون القاف. وكان من جوده أيضًا أنه إذا مات جار له أدى ديته إلى أهله, وإن هلك لجاره بعير أو شاة أخلقه عليه, فجاوره أبو دؤاد الإيادي فعامله بذلك, فصارت العرب إذا حمدت مستجارًا به لحسن جواره قالوا: كجار أبي دؤاد, ومنه قول قيس بن زهير العبسي:

<<  <  ج: ص:  >  >>