للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرأس يكون في الشجر، نصفه أبيض ونصفه أسود، ضخم المنقار، له برثن عظيم نحو من القارية في العظم، ويقال له: الأخطب، لاختلاف لونيه، والصرد لا تراه إلاَّ في شعبة أو شجرة، لا يقدر عليه أحد. وقال سكين النُّميري: الصرد صردان: أحدهما يسمّيه أهل العراق: العقعق، قال: وأما الصرد الهمهام فهو البرّي الذي يكون بنجد في العضاه، لا تراه في الأرض، يقفز من شجر إلى شجر، قال: وإن أصحر طرد فأخذ، يقول: لو وقع إلى الأرض لم يستقل حتى يؤخذ، قال: ويصرصر كالصقر. وقال الليث: الصرد: طائر فوق العصفور يصيد العصافير. انتهى. وكان من عادة العرب في الجاهلية التشاؤم بأصوات الطيور، كالغراب والهام والبوم وممم.

قال ابن رشيق في باب الزجر والعيافة من كتاب "العمدة": والعرب تتطير بأشياء كثيرة منها العطاس، وسبب طيرتهم منه دابة يقال لها العاطوس يكرهونها، والغراب أعظم ما يتطيرون منه، ويسمونه حاتمًا، لأنه عندهم يحتم بالفراق، ويسمونه الأعور على جهة التطير له بذلك، إذ كان أصح الطير بصرًا. ويتطيرون بالصُّرد، ومن أسمائه الأخيل والأخطب، ويقال: الأخيل الشقرّاق، والواق أيضًا: الصرد. وقد يتطيرون من الباز وأشياء كثيرة من جهة التسمية، قال زبَّان بن منظور الفزاري في حديث كان له مه نابغة بني ذبيان، وقد تطير من جرادة سقطت عليه، فرجع عن الغزو ومضى زبّان فظفر وغنم:

تعلَّم أنّه لا طير إلاَّ ... على متطيِّرٍ وهي الثّبور

بلى شيءّ يوافق بعض شيء ... أحايينا وباطله كثير

<<  <  ج: ص:  >  >>