للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الشعر، وأنشد:

نَامَ الخَلِيُّونَ عَنْ لَيْلِ الشَّجِييِّنا

انتهى. وتبعه صاحب "القاموس" فقال: وقد تشدّد ياؤه في الشعر، وقال ابن برّي في أماليه على "الصّحاح" قوله: قال المبرد: ياء الخلي مشدّدة .. الخ.

قال أبو جعفر أحمد بن عبيد المعروف بأبي عَصِيدة: الصَّواب تشديد الياء فيهما، وأما الشجيّ بالتخفيف، فهو الذي أصابه الشجى، وهو الغّصَصُ، وأمّا الحزين فهو الشجيّ بتشديد الياء، وقد رواه بعضهم: "ويل اللشجي" بتخفيف الياء وهو غلط ممن رواه، وصوابه تشديد الياء، وعليه قول أبي الأسود الدؤلي:

ويل الشجي من الحلي فإنه ... نصب الفؤاد لشجوه مغموم

ومنه قول أبي داود:

من لعين بدمعها موليه ... ولنفس بما عراها شجيه

قال ابن بري: فإذا ثبت هذا من جهة السماع، وجب أن ينظر توجهه من جهة القياس، ووجهه أن يكون اسم المفعول من شجوته أشجوه، فهو مشجو وشجي، كما تقول: جرحته، فهو مجروح وجريح، وأما شج بالتخفيف، فهو اسم الفاعل من شَجِيَ يشجى، فهو شج. انتهى.

والسّابق إلى منع تشديد الياء ثعلب، قال في "فصيحه": وتقول: ويل للشّجِي من الخليّ، ياء الشجي مخففة، وياء الخلي مشدَّدة. انتهى. وقد رده عليه شراحه منهم أبو سهل الهروي، قال في شرحه المسمّى "التلويح في شرح الفصيح".

<<  <  ج: ص:  >  >>