للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأنا مشفوف، والفاعل شافٌّ، وسقم يروى بفتحتين وبالضمّ. انتهى. ومحتضر اسم فاعل، يقال: حضره، واحتضره وتحضّره بمعنى، ووسادي: بدل اشتمال من الياء، والوساد مثلث الواو: المخدّة في لديّ، والسقم: المرض، وشفَّني: أنحلني، وقد شرحنا أبياتًا كثيرة منها بعدهما في الإنشاد السّادس والثلاثين بعد الثلاثمائة.

قال ابن الأنباري: حدَّثني عبد الله بن عمرو، قال: حدَّثني الحكم بن موسى ابن الحسين السَّلولي، قال: حدَّثني أبي، قال: بينا نحن بالرافقة على باب الرشيد وقوف، وما نَفقِدُ أحدًا من وجُوه العرب ولا أشرافها من أهل الجزيرة والشام وأهل العراق، إذ خرج وصيف كأنه درّة، فقال: يا معشر الصحابة، أمير المؤمنين يقرأ عليكم السلام، ويقول لكم: من منكم ينشد قصيدة الأسود بن يعفر:

نامَ الخَلِيّ فَمَا أُحِسُّ رُقَادِي

فليدخل فليمشدها أمير المؤمنين، وله عشرة آلاف، قال: فنظر بعضنا إلى بعض، فلم يكن فينا أحد يرويها، قال: فكأنما سقطت البدرة عن قربوسي، قال الحكم بن موسى: وأمرني أبي، فرويت شعر الأسود من أجل هذا الحديث. انتهى.

تنبيه: لم يتعرض ابن الأنباري لتخفيف الياء من الشجي ولا لتشديدها ومراده التشديد، لأنّه قال: شجاني الشيء يشجوني، فهو فعل متعد يأتي اسم مفعوله على مفعول وفعيل، فيقال مشجو وشجي، قال صاحب الصحاح: فإن جعلت الشَّجيّ فعيلًا من شجاه الحزن، فهو مشجو وشجيّ بالتشديد لا غير، وقال قبل هذا: ورجل شج، أي: حزين، وامرأة شجيّةٌ على فَعِلَة، ويقال: "ويل للشجى من الخليّ" قال المبرّد: ياء الحليّ مشددة، وياء الشجي مخفّفة، وقد شدّدت

<<  <  ج: ص:  >  >>