للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من غص فلان بالطعام غصصًا من باب تعب أيضًا إذا لم يقدر على بلعه، والغصة، بالضم: ما غص به الإنسان من طعام أو غيظ على التشبيه به، ويتعدى بالهمزة، فيقال: أغصصته به، والاعتصار: أن يغص الإنسان بالطعام، فيعتصر بالماء وهو أن يشربه قليلًا قليلًا ليسيغه، قال الجوهرية، وأنشد هذا البيت. وتحقيقه أن معنى الاعتصار: الالتجاء قال علي بن حمزة البصري فيما كتبه على كتاب "النبات" للدينوري: العصر بفتحتين، والعصرة بالضم: الملجأ، قال الشاعر:

فارس يستغيث غير مغاثٍ ... ولقد كان عصرةً النُّجودِ

أي: ملجأ المكروبن ويقول أعصرني فلان: إذا ألجأك إليه، واعتصرت أنا اعتصارًا، قال عدي بن زيد:

لو بغيرِ الماءِ حلقيِ شرِقٌ .. البيت. انتهى

وكذا قال أبو عبيد في "أمثاله" قال: والمعنى لو شرِقت بغير الماء أسغت شرقي بالماء، فإذا غصصت بالماء، فبم أسيغه؟ ! وقد صار البيت مثلًا للتأذي ممن يرجى إحسانُه. وقد ابنُ عبد ربه في "العقد الفريد": هذا البيت أول ما قيل في هذا المعنى، وقال آخر:

إلى الماءِ يسعى من يغصُّ بريقهِ ... فقل أين يسعى من يغص بماءِ

انتهى. وقبله:

إذا كنتُ ألقى السمَّ عند أحبتي ... فهل عند أعدائي يكون شفائي

والبيت من قصيدة لعدي بن زيد العبادي أرسلها إلى النعمان بن المنذر وكان محبوسًا عنده، ثم قتله، وقد ذكرنا سبب حبسه وقتله مستوفى في الإنشاد الواحد والسبعين بعد المائتين.

وقبله وهو مطلع القصيدة:

أبلغ النعمانَ عني مالكًا ... أنه قد طال حبسي وانتظاري

وأبلغ فعل أمر من الإبلاغ وهو الإيصال، والمالك، بسكون الهمزة وضم اللام:

<<  <  ج: ص:  >  >>