وشريكين في كثير من المَا ... لِ وكانا مُخالفي إقلالِ
فسَمَا الطارفَ المفدا من الغُنْـ ... مِ فآبا كلاهما ذو مالٍ
لنْ يزالوا كَذلِكُمْ ثمَّ لا زِلْـ ... تَ لهم خالدًا خُلُودَ الجبالِ
وهذا آخر القصيدة، وهي طويلةٌ أكثر من سبعين بيتًا. وقوله: ما بُكاءُ الكبير إلى آخره، عنى بالكبير نفسه، عذل نفسه في وقوفه على الأطلال، وسؤاله إياها، ثم رجع إلى نفسه، فقال: وما الذي يرد عليَّ سؤالي؟ ! والمعاورة: أن يهبَّ الشّمال مرة، ثم تعقبها الجنوب ثانية، أو الصِّبا، وكل ريح عاقبتها، فقد عاورتها.
وقوله: لات هنا ذكرى جبيرة إلى آخره. يقول: ليس حين ذكرها، ولا حين يطرق خيالها. وقد شرحنا هذه الأبيات الثلاثة في الشاهد السّابع والثمانين بعد السبعمائة من شواهد الرضي.
وقوله: رب رفد هرقته ... إلى آخره، الرفد: القدح والجفنة، وكل شيء حلبت فيه، وأطعمت فيه، أو سقيت فيه، فهو رفد، يقول: رب شريف قد قتلته ذلك [اليوم]، فكأنَّ رفده هُرِيق، فلم يطعم، ولم يستق، وإنما هذا مثل. وقوله: وشيوخ حربى إلى آخره: جمع حريب الرجال ماله، أي: سُلب، ويأتي إن شاء الله شرح هذا مفصلًا في الباب الخامس، وقوله: وشريكين، إلى آخره، يقول: كانا فقيرين، فلما غزوا معك، استغنيا، وقوله: لن يزالوا كذلكم إلى آخره بالياء التحتية بضمير الغيبة الراجع لمجموع من ذكر من قتلوا وأسروا، وسُبُوا، ونهبوا من الأعداء، وممن غزا معه وقتل، وغنم من الأولياء. وقوله: ولا زلت بالخطاب