على الحال، فتعين أن يكون فاعلا بوثيدا مقدما عليه، واجاب البصريون بما ذكره المصنف، وروي مشيها بالحفض، واقتصر عليها الجواليقي في شرح "أدب الكتاب" في باب معرفة جواهر الأرض، قال: ومشيها خفض على البدل من الجمال بدل الاشتمال، والتقدير: ما المشي الجمال وثيدا، والوثيد من المشي: الرويد، ونصبه على الحال، و"ما" استفهام على سبيل الانكار، والجندل: الحجارة، وبعده:
أم صرفانا باردا شديدا ... أم الرجال قبضا قعودا
والصرفان، قيل: الرصاص، وقيل جنس من التمر، والقبض: جمع قابض وهو المجتمع، ومن روي "جثما" فهو جمع جاثم.
والابيات للزباء قالتها لما نظرت إلى الجمال التي جاء بها قصير بن سعد صاحب جذيمة، وكان قد احتال عليها، وجعل الرجال في توابيت، وجعل التوابيت في جوالقات، فرأتها تسير مثقلة، فأنكرت ثقلها، وقالت هذه الابيات، والقصة مشهورة. أنتهى كلامه.
وقال ابن السيد في شرح "أدب الكاتب" هذا الرجز للزباء قالته حين جاءها قصير اللخمي بالجمال، وعليها صاجيق فيها رجال عمرو بن عمدي، وتقدم إليها وقال: قد جئتك [بما صأى وصمت] فاشرفت، فنظرت إلى الجمالتمشي مشيا ضعيفا لثقل ما على ظهورهها، فقالت هذا الرجز، وخبرها مشهور، وكان أبو حاتم يقول: هي الزبي بالقصر، ويجعلها تأنيث زبان مثل كران وسكرى، وقال غيره: إنما هي الزباء بالمد تأنيث الأزب، وفي الصرفان ثلاثة أقول، قيل: هو الرصاص وقيل: هو الموت، لأنه انصراف عن الحياة، وقيل: هو نوه من التمر ذكر ذلك أبو حنيفة. وروي الكوفيون مشيها بالرفع والنصب والخفض، قالوا: