المثلثة، وفتح المثناة التحتية. ولبيد: بفتح اللام وكسر الموحدة. وحكاها ابن خلف قال: الشعر لحريث بن جبلة، ويقال: عثير بن لبيد العذري.
وراوي الحكاية والأبيات: هو عبيد – بالتصغير – ابن شرية، بفتح الشين المعجمة، وسكون الراء، بعدها مثناة تحتية، كذا رأيته مضبوطًا فيهما بالقلم في نسخ متعددة صحيحة، لكن شيخنا الخفاجي قال فيما كتبه على "درة الغواص": شرية كعطية، ولا أدري من أين هذا الضبط، والصواب الأول، وهو منقول من اسم الحنظل، نقل الأزهري في "تهذيب اللغة" عن أبي عبيد عن الأصمعي أنه قال: الشري بفتح فسكون: الحنظل، والواحدة شرية، وهو منسوب إلى جرهم، قبيلة باليمن وعبيد بن شرية: صحابي أورده ابن حجر في "الإصابة" وعاش إلى مدة عبد الملك بن مروان.
ونظير حكاية الشعر ما ذكره ابن خلكان في "الوفيات" في ترجمة الشريف الرضي الموسوي، واسمه محمد، قال: ولقد أخبرني بعض الفضلاء في مجموع، أن بعض الأدباء اجتاز بدار الشريف الرضي بسر من رأى، وهو لا يعرفها، وقد أخنى الزمان عليها، وذهبت بهجتها، وأخلقت ديباجتها، وبقايا رسومها تشهد لها بالنضارة، وحسن الإشارة، فوقف عليها متعجبًا من صروف الزمان، وتمثل بقول الشريف الرضي، رحمه الله تعالى:
ولقد وقفت على ربوعهم ... وطلولها بيد البلى نهب
فبكيت حتى ضجَّ من لغب ... نضوي ولجَّ بعذلي الرَّكب
وتلفَّتت عيني فمذ خفيت ... عنَّي الطُّلول تلفَّت القلب