للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في "النوادر" بعد هذه الأبيات: الشيحان: الغيور، والمبتجح: المفتخر، والذي يعرف. انتهى. ومراد الشاعر من هذا الاستفهام عود لياليه الماضية، قال الدماميني: الأفنان: إما جمع فنن، وهو الغصن الملتف، أو جمع فن، وهو الحال والنوع، ونصبه على الحال من ليال، وإن كانت نكرة؛ لتخصصها، وعامل إذ "منقلب" واسم الإشارة يرجع إلى العيش باعتبار حاله. والثاني المحذوف المجرور بالكاف، يرجع إلى حال الأفنان، والجملة المقترنة بالواو حال من ضمير مضين، والمعنى: هل ترجع ليالينا، حال كونها مثل الأغصان الملتفة في نضارتها وحسنها، أو حال كونها ذات فنون من الحسن، وضروب شتى من اللذة؟ وهذه الليالي اللاتي مضين في حال أن عيشنا منقلب من طور إلى طور، إذ حال ذلك العيش مثل حال تلك الأغصان في الرونق والبهجة، أو مثل حال تلك الفنون المختلفة في الحسن. انتهى.

وكون أفنان حالًا من ليال بعيد، والقريب أن يكون حالًا من ضمير منقلب، وأقرب منه أن يكون خبرًا له، بناء على أنه من أخوات صار، وفي إرجاع الإشارتين لما ذكر، كما قال ابن الحنبلي؛ تعسف؛ قال: وإنما قيد العيش بقوله: "باعتبار حاله" ليتم له أمر التشبيه بين المشار إليه أولًا، والمشار إليه ثانيًا مع أنه لا يتم، ولهذا اضطر آخرًا إلى تشبيه حاله بحالها، قال: وجعل اسم الإشارة الأول لنفس العيش، وهو للمتوسط للتفخيم. والثاني لنفس الأفنان، وإن كانت جمعًا، وهو للمفرد بتأويل المذكور، مرادًا بها الليالي، أو ما شبهت به أحسن، ووجه الشبه حسن الحال فيهما. وأحسن منه أن يكون اسم الإشارة المذكور لانقلاب العيش ذي الأفنان، والمقدر للانقلاب الثابت لليالي الماضية، إذ كانت أنواعًا مختلفة. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>