وقوله: إذ نحن ... إلخ، هو بدل من قوله: إذ ذاك، والغرة بكسر الغين المعجمة: الغفلة عن الشر، وفعل قبيح، والبهجة: الحسن والرونق واللطافة. وجملة:"والدار جامعة": حال من الضمير المستقر في الظرف، وأزمان: اسم امرأة مفعول الجامعة، وهو غير منصرف، وفيه معطوف محذوف، أي: جامعة أزمان وإياي، وأزمانا: ظرف لجامعة.
وقوله: لما استمر بها، أي: بالدار، وشيحان، بالشين المعجمة والحاء المهملة: الغيور السيئ الخلق، والمبتجح روي بالرفع، صفة شيحان، وبالنصب: حال منه، اسم فاعل من ابتجح بالشيء: افتعل، قال الأزهري في "التهذيب": فلان يتبجح بفلان، ويتمجح، بالميم بدل الباء: إذا كان يهذي به إعجابًا، وقال اللحياني، أي: يفتخر ويباهي به. انتهى. وقول أبي زيد في تفسيره:"والذي يعرف" لم أره في "التهذيب" و"القاموس" وغيرهما، وكلامه حجة. والباء متعلقة بمبتجح. والبين: البعد، وعن: متعلقة به، قال أبو حاتم: الكاف في الموضعين خطاب لمذكر، والباء في "بما" سببية، وما: مصدرية، وروى الأزهري هذا البيت في مادة "شيحان" عن المفضل:
بالبين عنك بها يرآك شنآنا
بضمير الغائبة العائدة إلى أزمان، فيكون "بها" الأولى كذلك لأزمان، ويكون يرآك جواب لمَّا على الشذوذ، لأنه مضارع. وشنآن، بسكون النون: البغض، وكذلك بفتح النون، وفيه مضاف محذوف، أي: يراك رؤية بغض. ونقل الأزهري عن الفراء أنه قال في قوله تعالى:(وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ)[المائدة/ ٢ و ٨]، قال أبو عبيدة: يقال: الشنآن، بتحريك النون والهمزة،