للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصدق، أي: حقق الحملة ولم يرجع، وحمل عليه فكذب: إذا رجع ولم يحقق ولذا قالوا: صدقوهم القتال، ونظر صادق، أي: محقق.

وقوله: حلق فوقهم، أي: ارتفع فوقهم، وأراد بعصائب طيرٍ: العقبان، والنسور وما أشبهها، تأتي القتلى لتأكل منها، الواحدة: عصابة وعصبة، أي، فرقة، وكذلك من الناس. يقول: إذا رأت الطيور- كالنسور- أهبة القتال علمت أن ستكون ملحمةٌ، وهي ترفرف فوق رؤوسهم وتتبعهم، تهتدي بعصائب، أي: يهدي بعضها بعضًا.

وقوله: يصانعنهم ... الخ، أصل المصانعة الاتباع، والمراد: يطرن قريبًا منهم حتى يغيروا، فتصيب من الدماء والقتلى، والدوارب: المتعوّدات، يقال: درب بذاك الأمر دربة ودرابة: إذا اعتاده. والضاريات: اللواتي ضريت بشرب الدماء وأكل اللحوم. وقوله: إذا عرّض الخطِّي، أي: إذا وضعت الرماح عرضًا فوق الكواثب، جمع كاثبة، وهي من الفرس ما تقدم من قربوس السرج، وهو المنسج أيضًا، ومن البعير الغارب، ومن الرجل الكاهل.

وقوله: جوانح، أي: مائلة في أحد شقيها تجنح للوقوع، وقوله: تراهنّ خلف القوم زورًا عيونها، أي: منتظرات على شرف الأرض، وشبّه الطير وبياض ريشها بالشيوخ في فراءٍ من جلود الأرانب، لأن الشيوخ ألزم للفراء لرقتهم على البرد. والمسوك: جمع مسك، بالفتح، الجلد. وقوله: على عارفات، أي: صابرات، والعارف: الصابر، يقول: على خيل قد عرفت الطعان، قوتل عليها، وعلمت ذاك من طول ما عوّدته وعوابس: كوالح تخاف الطعن والرمي، وإنما تعبس لأنها مجرِّبة. وقوله: بهنّ كلوم، أي: بهذه الخيل جروح بين دام، أي: جرح طري فهو يدمى، وآخر قد يبس وعلته جلبة، بالضم، وهي قشرة تعلو الجرح عند البرء.

<<  <  ج: ص:  >  >>