للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جوانح قد أيقنَّ أنَّ قبيله ... إذا ما التقى الجيشان أوَّل غالب

تراهنَّ خلف القوم زورًا عيونها ... جلوس الشُّيوخ في مسوك الأرانب

على عارفاتٍ للطّعان عوابسٍ ... بهنَّ كلومٌ بين دامٍ وجالب

إذا استنزلوا عنهنّ للطَّعن أر قلوا ... إلى الموت إر قال الجمال المصاعب

ولا عيب فيهم غير أنَّ سيوفهم ... البيت .............

قوله: والأحلام غير عوازب، أي: لا تعزب ولا تبعد عقولهم عنهم، يعني: لا تغيب عنهم كما تعزب الماشية عن أهلها.

وقوله: محلتهم ذات الإله .. الخ. بالحاء المهملة، أي: مسكنهم، قال الأصمعي: أي منزلتهم بيت المقدس وأرض الشام، ومنازل الأنبياء القدس. وروى أبو عبيدة: "مجلتهم" بالجيم" يريد: كتابهم الإنجيل، وكانوا نصارى، وكل كتاب عند العرب مجلة، لأنه يجل. وروي أيضًا. "مخافتهم يريد: يخافون أمر الله تعالى، وذات الإله: كتابه. وقويم: مستقيم فما يرجون، أي: ما يطلبون إلا عواقب أمورهم. وقوله: غير أشائب، أي: كلهم صميم. والأشائب: الأخلاط، أي: مختلطون بغيرهم. وقوله: بنو عمه دنيًا .. الخ، هو من أبيات "أدب الكاتب" قال ابن السيد في شرحه: أراد بقوله دنيًا: الأدنين من القرابة، يروى بكسر الدال وضمها، فمن كسر جاز أن ينوّن، وأن لا ينون، ومن ضمّ لا ينون، لأن ألف فعلى كحبلى لا تكون أبدًا إلا للتأنيث. وقوله: بأسهم غير كاذب، أي: أنهم لا ينكصون عند الحرب، والعرب تستعمل الصدق والكذب في الأفعال كما تستعملونها في الأقوال، فيستعملون الصدق، بمعنى التحقيق والإحكام للشيء، والكذب فيما لا يتحقق ولا يحكم، يقولون: حمل عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>