للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاحبا "الصحاح" و"القاموس" وذكره الزمخشري في "الأساس" يقول: حلفت غير مستثن في يميني ثقة بفعل هذا الممدوح، وحسن ظن به، وأراد بالصاحب: الممدوح. وروى أبو عبيدة: "وما ذاك إلا حسن ظن بصاحب" فلا شاهد فيه، وجملة المصراع الثاني معترضة بين القسم وجوابه.

وقوله: لئن كان للقبرين .. الخ، اللام: موطئة للقسم، وطأت الجواب الذي بعد الشرط للقسم. وجملة ليلتمسن: هو الجواب، وجواب الشرط محذوف للاستغناء عنه بجواب القسم، واسم كان ضمير عمرو الممدوح. وأراد بالقبرين: المقبورين؛ الحارث الأعرج بن الحارث الأكبر وهو الجفني الآتي ذكره. يقول: لئن كان عمرو ابن هذين الرجلين ليمضين أمره، وليلتمسنَّ أرض من حاربه. وجلَّق: الشام، وصيداء: مدينة بالساحل قريبة منها، وحارب جبلٌ.

وقوله: وللحارث الجفني، بفتح الجيم: نسبة إلى جفنة بن عمرو مزيقياء ابن عامر بن ماء السماء، والجمع: جموع العساكر، وبعده:

لهم شيمةٌ لم يعطها الله غيرهم ... من الناس والأحلام غير عوازب

محلَّتهم ذات الإله ودينهم ... قويمٌ فما يرجون غير العواقب

وثقت لهم بالنَّصر إذ قيل قد غزا ... قبائل من غسّان غير أشائب

بنو عمِّه دنيًا وعمرو بن عامرٍ ... أولئك قومٌ بأسهم غير كاذب

إذا ما غزوا بالجيش حلَّق فوقهم ... عصائب طيرٍ تهتدي بعصائب

يصانعنهم حتَّى يغرن مغارهم ... من الضّاريات بالدِّماء الدَّوارب

لهنَّ عليهم عادةٌ قد عرفنها ... إذا عرِّض الخطِّي فوق الكواثب

<<  <  ج: ص:  >  >>