للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى عليه وسلم قال: "أنا أفصح العرب ميد أني من قريش، ونشأت في بني سعد بن بكر" وفسر ميد: من أجل. قال أبو عبيد: وبعض المحدثين يحدثه: "بأيد أنا أعطينا الكتاب من بعدهم" يذهب إلى القوة، وليس له ههنا معنى نعرفه. قال أبو عبيد: وهذه الأقوال كلها قريب بعضها من بعضها في المعنى في غير وعلى. انتهى كلامه.

وفي "النهاية" لابن الأثير: حديث: "أنا أفصح العرب بيد أني من قريش" بيد: بمعنى غير، ومنه الحديث الآخر: "بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا" وقيل: معناه: على أنهم. وقد جاء في بعض الروايات: "بائد أنهم" ولم أره في اللغة بهذا المعنى، وقال بعضهم: إنها بأيد، أي: بقوة، ومعناه: نحن السابقون إلى الجنة يوم القيامة بقوة أعطاناها الله تعالى وفضلها بها. انتهى.

ونقل الأزهري في "التهذيب" كلام أبي عبيد السابق، ولم يزد عليه شيئًا. وقال ابن السكيت في أول "إصلاح المنطق" وهو "باب فعل وفعل" باختلاف المعنى الأول مفتوح، والثاني مكسور، وبيد في معنى غير، يقال: فلان كثير المال بيد أنه بخيل، أي: غير أنه بخيل. وأنشد الأصمعي: عمدًا فعلت ذاك بيد أني .. الخ، وكذا قال صاحب "الصحاح" في بيد، ولم يذكر الشعر هنا، وأورده في حرف النون، قال: الرنة: الصوت، يقال: رنت المرأة ترن رنينًا، وأرنت: صاحت، وفي كلام أبي زبيد الطائي: شجراؤه مغنَّة، وأطياره مرنة. وأنشد البيت ولم يعين أهو من المجرد أم من المزيد. وكأنه أشار إلى جواز الوجهين فيه، وأشار المصنف إلى أنه من المجرد، وهو أحد الجائزين.

<<  <  ج: ص:  >  >>