الشَّهوات} [النساء/ ٢٧] رفعت (ويريد) لأنها لا تشاكل (أن يتوب عليكم) ألا ترى أنَّ ضمّك إياهما لا يجوز، فاستأنفت، ، أو رددته على قوله {والله يريد} ومثله قوله: {يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلاَّ أن يتمَّ نوره}[التوبة/ ٣٢] فيأبى في موضع رفع لا يجوز إلاَّ ذلك، ومثله قول الحطيئة:
والشِّعر لا يسطيعه من يظلمه ... يريد أن يعربه فيعجمه
وكذلك تقول، آتيك إن تأتني وأكرمك، فترد "أكرمك" على الفعل الأول، لأنه مشاكل له، وتقول: آتيك أن تأتيني وتحسن إليَّ، فتجعل "فتحسن" مردودة على ما شاكلها، ويقاس على هذا. انتهى كلامه. ونقل الجوهري عنه خلاف هذا، فإنه قال: وأعجمت الكتاب: خلاف قولك: أعربته، قال رؤبة:
والشِّعر لا يسطيعه من يظلمه ... يريد أن يعربه فيعجمه
أي: يأتي به أعجميًا، يعني يلحن فيه. قال القراء: رفعه على المخالفة، لأنه يريد أن يعربه ولا يريد أن يعجمه. وقال الأخفش: لوقوعه موقع المرفوع، لأنه أراد أن يقول: يريد أن يعربه فيقع موقع الإعجام، قلمَّا وضع قوله:"فيعجمه" موضع قوله: "فيقع" رفعه. انتهى. ولعله نقله من غير "تفسيره" كذا نسبه سيبويه إلى رؤبة، وأقرّ به ابن بري في "أماليه" على "الصحاح" قال: والرجز الذي أنشده لرؤبة قبله:
الشِّعر صعبٌ وطويلٌ سلَّمه ... إذا ارتقى فيه الَّذي لا يعلمه
زلَّت به إلى الحضيض قدمه
انتهى. وقال الأزهري في "التهذيب" قال الليث: الحضيض: قرار الأرض