عند سفح الجبل، أبو عبيد عن الأصمعي: الحضيض: القرار من الأرض بعد منقطع الجبل، وأنشد بعضهم:
الشِّعر صعبٌ وطويلٌ سلَّمه ... إذا ارتقى فيه الَّذي لا يعلم
زلَّت به إلى الحضيض قدمه ... يريد أن يعربه فيعجمه
والشِّعر لا يسطيعه من يظلمه
انتهى. وقد رجعت إلى ديوان رؤبة فلم أجد شيئًا ممَّا مرّ في أرجوزته التي أوَّلها:
قلت لزيرٍ لم تصله مريمه
وهي طويلة جدًا، وإنما هو للحطيئة، قال جامع "ديوانه" أبو سعيد السكري من رواية محمد بن حبيب: قل للحطيئة حين حضرته الوفاة: أوص، فقال: أبلغوا أهل الشماخ أنه أشعر العرب، قيل: اتق الله، فإنَّ هذا الأمر لا يرد عليك فأوص! قال: المال للذكور من ولدي دون الإناث، قيل: اتق الله أوص، فقال:
قد كنت أحيانًا شديد المعتمد ... قد كنت أحيانًا على الخصم الألد
قد وردت نفسي وما كانت ترد
قالوا: لتِّق الله وأوص، قال: أوصيكم بالشِّعر
الشِّعر صعبٌ وطويلٌ سلَّمه ... إذا ارتقى فيه الَّذي لا يعلم
زلَّت به إلى الحضيض قدمه ... يريد أن يعربه فيعجمه
والشِّعر لا يسطيعه من يظلمه ... ولم يزل من حيث يأتي يحرمه
من يسم الأعداء يبق مسيمه
وقال: لا تراهن على الصعبة، ولا تنشد القريض، وقيل له: أوص للمساكين،