للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليها، إذ لم يذكر العالم والمعلوم، وهو عائد على الله قبله، ونظيره النعت المقطوع إذا رفع، فإنه لابدَّ من التقدير قبله، لأنه لو لم يقدر كان مفردًا غير مفيد. وبهذا علم أنَّ الاعتراض غير وارد، بل هو من الغفول عما قصده هؤلاء الفحول، الاستئناف، وكان خبرًا ثانيًا، وكيف يتردد فيه بعد اتفاق النحاة عليه. إلاَّ أنهم لم يبيِّنوا أن هذا الحذف واجب أم لا، وهذا من فرائد الفوائد التي تعلق في لبات الأماجد. انتهى. أقول: حذفه من قبيل الواجب قطعًا.

والبيت مطلع قصيدة لجميل بن معمر العذري، والربع: الدار حيثما كانت، والقواء بالفتح والمد: الخالية من الأنيس الفقر، ومعنى نطق الربع: ما يتبين من آثاره، والعرب تسمي كل دليل نطقًا وقولًا وكلامًا، قال الله تعالى: {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحقِّ} [الجاثية/ ٢٩] ومنه قول زهير:

أمين أمِّ أوفى دمنةٌ لم تكلمَّ

أي: لم يكن بها أثر يستبان لقدم عهدها بالنزول فيها، ونحو قال الرّضي. قال سيبويه: المعنى فهو مما ينطق على كل حال، وذلك بناء على توهمات الشعراء وتخيلاتهم، ثم رجع وقال: وهل تخبرنك اليوم ... الخ، ومثله ما أنشده الأصبهاني في "الأغاني" لمحمّد بن عبد الله مسلم من مخضرمي الدولتين يمدح المهدي:

سلاد دار ليلى هل تبين فتنطق ... وأنَّى تردُّ القول بيداء سملق

وأنَّ تردُّ القول دارٌ كأنَّها ... لطول بلاها والتَّقادم مهرق

والبيداء: القفر الذي يبيد من سلكه، أي: يهلكه، والسَّملق: الأرض

<<  <  ج: ص:  >  >>