في غبر، فساروا، وآلى أن يقتلهم على دم وائل حتى يلقي الدلو، فيمتلئ دما، فقتل باعث منهم ثمانين رجلا، وأسر عدة، وقدم رجلا منهم يقال له قمامة، فذبحه حتى ألقى دلوه، فخرجت ملأى دما، ولم يزل يغير عليهم زمانا، وقتل منهم فأكثر حتى إن المرأة من بني أسيد كانت تعثر فتقول: تعست غبر، ولالقيت الظفر، ولا سقيت المطر، وعدت النفر. وقال باعث في ذلك:
سائل أسيد هل ثأرت بوائل أم هل أتيتهم بأمر مبرم
إذ أرسلوني مائحا لدمائهم فملأتها حتى العراقي بالدم
انتهى كلامه.
وغبر، بضم الغين المعجمة وفتح الموحدة: قبيلة، وأسيد، بضم الهمزة وتشديد الياء المكسورة، قال الجوهري: المائح: الذي ينزل البئر فيملأ الدلو، وذلك إذا قل ماؤها، والجمع ماحة، وقد ماح يميح، وأنشد البيت، وأما المائح بالمثناة الفوقية، فهو الذي يستقي الماء، يقال: متح الماء يمتحه متحا: إذا نزعه بالدلو، وبئر متوح للتي يمد منها باليدين على البكرة، وقد بسطنا الكلام على هذا في الشاهد الرابع والخمسين بعد الأربعمائة من شواهد الرضي.