للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليك زيدا، ليس له ناصب في اللفظ متصرف، فيجوز تقديم منصوبه، وقول الشاعر

يا أيها المائح دلوي دونكا

يجوز أن يكون دلوي في موضع نصب بإضمار: خذ دلوي، ولا يجوز أن يكون على: دونك دلوي، لما شرحنا، ويجوز أن يكون دلوي في موضع رفع، المعنى:

هذه دلوي دونك. انتهى.

وفي جعله دلوي خبر مبتدأ، يكون دونك ظرفا في موضع الحال، قال الشيخ خالد في " التصريح": وفيه نظر، لأن المعنى ليس على الخبر المحض حتى يخبر عن الدلو بكونها دونه. ورد عليه الدووشري: وما المانع من أن يكون خبرا محضا قصد به التنبيه على أن الدلو أمامه، ويكون الدال على الأمر بأخذ الدول مقدرا، والتقدير: قتناوله. انتهى.

قال أبو محمد الأسود الأعرابي: أملى علينا أبو الندى قال: كان وائل بن صريم الغبري ذا منزلة من الملوك ومكان عندهم، وكان مفتوق اللسان حلوه، وكان جميلا، فبعثه عمرو بن هند اللخمي ساعيا على بني تميم، فأخذ الإتاوة منهم حتى استوفي ما عندهم غير بني أسيد بن عمرو بن تميم، وكانوا على طويلع، فأتاهم، فنزل بهم، وجمع النعم والشاء، فأمر بإحصائه، فبينا هو قاعد على بئر، أتاه شيخ منهم، فحدثه فغفل وائل، فدفعه الشيخ، فوقع في البئر، فاجتمعوا، فرموه بالحجارة حتى قتلوه وهم يرتجزون ويقولون:

يا أيها المائح دلوى دونكا إني رأيت الناس يحمد ونكا

وإنما هذا هزء به، فبلغ الخبر أخاه باعث بن صريم، فعقد لواء، ونادى

<<  <  ج: ص:  >  >>