خصوا اللام من قبل أنهم لما احتاجوا لسكون لام التعريف إلى حرف يقع الابتداء به قبلها أتوا بالهمزة، فقالوا: الغلام، فكما أدخلوا الألف قبل اللام كذلك أدخلوا اللام قبل الألف ليكو ذلك ضرباً من التقارض. انتهى. واعترض عليه الدماميني بأن الذي توصل به إلى النطق بلام التعريف هو الهمزة لا الألف، والذي توصل باللام إلى النطق به هو الألف الهوائي لا الهمزة، فلا تقارض. انتهى. وفيه أنهما إخوان يبدل كل منهما إلى الآخر، فتبدل الهمزة ألفاً في نحو: رأس، وتبدل الألف همزة في نحو دابة وحبلى في الوقف، وفي هذا القدر من الاشتراك يتحقق التقارض.
واستشهد سيبويه بهذا البيت على أنه ألقى حركة ألف على ميم لام.
وهذا الرجز لأبي النجم العجلي، قال المرزباني في "الموشح": أخبرني الصولي، قال: حدثنا القاسم بن إسماعيل، قال: أنشدنا محمد بن سلام لأبي النجم العجلي وكان له صديق يسقيه الشراب، فينصرف من عنده ثملاً:
أخرج من عند زياد كالخرف
الأبيات الثلاثة قال الصولي: وقد عيب أبو النجم بهذا، فقيل: لولا أنه كان يكتب، ما عرف صورة لام ألف وعناقها [لها]. انتهى. وقد عرفت ما فيه، والخرف: صفة مشبهة من خرف الرجل خرفاً، من باب تعب: فسد عقله لكبره، وخط على الأرض خطا: أعلم علامة.